** التسلح بالعلم والاعتماد على الذات والاستفادة من تجارب الآخرين من مقومات التغيير
** الكويت بلد الخير والعطاء وصاحبة الأيادي البيضاء في جميع أنحاء العالم الإسلامي
**فقه الأمة الإسلامية الواحدة أصبح تيارا قويا في كل أرجاء العالم الإسلامي
**هناك مشاريع تطرح لتوحيد الأمة فكريا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا
** الأمة ماضية في حركتها والله تعالى لن يضيع تضحياتها لأنها سنة الله في الابتلاء والتغيير
ستظل الكويت بعطائها ورحابة صدرها ومؤسساتها الإسلامية والخيرية ورعايتها للعلم والعلماء قبلة للكثيرين من أهل الفكر والعلم والدعوة.
من العلماء الذين زاروا الكويت مؤخرا د.أحمدالكوفحي، وفضيلته داعية إسلامي أردني، حاصل على الدكتوراه في الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر "تخصص أصول فقه" ، درس في كلية مجتمع حوارة، وقد عرف عنه أنه خطيب مفوه، ومحاضر بارع، وأحد الناشطين البارزين في العمل الدعوي والاجتماعي بجمعية المركز الإسلامي.
هموم الأمة الإسلامية وتحدياتها كانت من أبرز القضايا الحاضرة في برنامج د.الكوفحي الذي أشاد بجهود الكويت ومؤسساتها الخيرية ودعمها المتواصل لمشاريع التعليم والصحة ورعاية الأيتام وتحفيظ القرآن الكريم، والتنمية المجتمعية وإغاثة المنكوبين في جميع انحاء العالم، مثمنا دعمها لمشاريع جمعية المركز الإسلامي في الأردن.
وعن خلفيات زيارته للبلاد، قال د.الكوفحي انه زار الكويت بوصفها بلد الخير والعطاء وصاحبة الأيادي البيضاء في جميع أنحاء العالم الإسلامي لدعوة أهل الخير إلى دعم المرحلة الأولى مشروع المدارس الريادية الإسلامية في مدينة اربد الأردنية، مشيرا إلى أنه التقى قيادات العمل الخيري والإسلامي ووجد منهم كل تعاون وترحيب كما هو العهد بهم في كل مواقف الخير والعطاء.
وأوضح أنه زار الكويت قبل أكثر من 20 عاما حاملا مشروع مدارس دار الأرقم الإسلامية، وقد أسهمت المؤسسات الخيرية الكويتية في انجازها حتى أصبحت صرحا علميا رائدا ، مشيدا بإسهاماتها في مجالات رعاية الأيتام وانجاز"المستشفى الإسلامي التعليمي" أحد أبرز الصروح الطبية الشامخة في العاصمة الأردنية عمان.
مشاريع وبرامج
وأضاف د.الكوفحي إن العمل الخيري والإسلامي في الكويت يشكل نموذجا مميزا لعنايته بهموم الأمة الإسلامية وتحدياتها في كل الأقطار، وجهود مؤسساته المتواصلة لإغاثة المنكوبين من جراء الكوارث الإنسانية في سورية وغزة والصومال واليمن وغيره، مشيرا إلى أن مؤسسات العمل الخيري تقدم ترجمة حقيقية وفعلية للحديث الشريف " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى" في مشاريع وبرامج عمل واقعية، لاغاثة المنكوبين من جراء الكوارث والنوازل والنزاعات الأهلية.
إنسانية الأمة
وأكد د.الكوفحي أن هذه الجهود الإنسانية ليست غريبة على الكويت لكونها جزءا من الأمة الإسلامية التي تهتم بالبعد الإنساني النهضوي فكرا وممارسة ومنهجا، وتستلهم كل ذلك من القرآن الكريم، وآياته الجامعة في العمل الإنساني والدعوي، قال تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون"، وقد اختار الله سبحانه وتعالى هذه الأمة وجعلها خيارا عدلا، ووهبها من العلم والحلم والعدل والاحسان ما لم يهبه لأمة سواها ليكونوا شهداء على الناس بسبب عدالتهم وحكمهم بالقسط، مصداقا لقوله تعالى"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً"، وقد أحسن العلامة أبو الحسن الندوي حينما حمل المسلمين مسؤولية انحطاط العالم في كتابه المهم "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين".
وأشار إلى أن أهل الكويت بدعمهم المتواصل لمشاريع الخير يحملون صفات العروبة الأصيلة التي اقرها الإسلام وهم ممن يصدق فيهم قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلامِ إِذَا فَقِهُوا "، حيث لا يدخرون جهدا في مساعدة المحتاجين والعمل على إعلاء كلمة الإسلام ونشرها في الآفاق عبر المؤسسات العلمية وتشييد المدارس ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، وتاريخ أهل الخير في الكويت يؤكد أنهم فهموا الإسلام فهما صحيحا وجعلوا سلوكا وأنشأوا المؤسسات الخيرية التي لا تتأخر عن تلبية احتياجات الفقراء والمعوزين والمنكوبين.
الأمل والتفاؤل
وحول المتغيرات التي تشهدها الأمة الإسلامية في السنوات الأخيرة، قال د. الكوفحي شدد على ضرورة بعث الأمل وإحياء التفاؤل في النفوس عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "تفاءلوا بالخير تجدوه"، معتبرا أن اليأس يعد كفرا وضلالا ، وأنه لا حياة معه ولا بناء ولا نهضة.
وأضاف إن المشروع الإسلامي النهضوي اتسعت مساحاته وكثر أتباعه، ولن يطول الزمن طويلا حتى يكتمل بناؤه وتتحقق مصالح البلاد والعباد في العاجل والآجل، وتلك مقاصد الشريعة الإسلامية ومناطها، مشيرا الى أن ولادة هذا المشروع تسبقه عملية مخاض، والمخاض من الطبيعي ان يكون مصحوبا بآلام وأوجاع لما عانته الأمة على مدى عقود طويلة من الاستعمار والاستبداد، والامة الإسلامية بهذه الصحوة والعودة إلى المساجد وكتاب ربها وسنة نبيها تعيش إرهاصات هذا المولود الجديد بعد نضال طويل وجهاد متواصل من الدعاة والعلماء وأهل الحق الذي قدموا تضحيات كبيرة وعظيمة من اجل أن تكون كلمة الله هي العليا.
التغيير سنة إلهية
وشدد د.الكوفحي على أن التغيير وفق سنة الله عز وجل يحتاج إلى الأخذ بأسباب القوة والمنعة والتسلح بالعلم والاعتماد على الذات والاستفادة من تجارب الآخرين، لأن هداية الاسباب مقدمة أساسية لهداية التوفيق، فمن دعا ربه دون الأخذ بالأسباب حرمه ربه من التوفيق، ومن اعظم مظاهر النهوض حرص الأمة على عودتها إلى ربها والعمل على تطبيق شرع الله وفق رؤية الإسلام الوسطي، والذي يقوم أولا على معرفة الحقوق والمطالبة بها، و ادراك الواجبات والقيام به ثانيا، ومن شذ عن هذا الاطار تأتي العقوبات المناسبة كحالة استثنائية وهي الزواجر والجوابرلازالة هذا الخلل.
فقه الأمة الإسلامية الواحدة
واعتبر أن فقه الأمة الإسلامية الواحدة أصبح تيارا قويا في كل أرجاء العالم الإسلامي، وهناك مشاريع تطرح لتوحيد الأمة فكريا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا، وهذه مقدمات اساسية لابراز وحدة الأمة الإسلامية، ومن هنا تتجاوب الشعوب في العالم الإسلامي مع مطالب الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية والإصلاح والمساواة أمام القانون، مشيرا إلى أن نجاح اى فكرة يتوقف على وضوح الهدف وبيان الوسيلة والأسلوب الذي يحقق هذا الهدف، والحال أن ما نلاحظه في المتغيرات المحيطة ان الأهداف واضحة، وأن الوسائل والاساليب تتناسب مع هذه الأهداف، وأنها في حيز الممكن، ومعلوم أن الانجاز يعتمد المرحلية ضمن اهداف استراتيجية كبرى، وهذا كله متوفر ولله الحمد والمنة في حركة التغيير، والأمة ماضية في حركتها والله سبحانه وتعالى لن يضيع تضحياتها لأنها سنة الله في الابتلاء والتغيير.
وفقنا الله لصالح القول والعمل، وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للدكتور/احمد الكوفحي، لما تفضل به علينا من علمه الوفير راجين المولى تبارك وتعالى له دوام الصحة والعافية، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.